سورة الجاثية - تفسير أيسر التفاسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الجاثية)


        


{وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13)}
{السماوات} {لآيَاتٍ}
(13)- وسَخَّرَ اللهُ تَعَالَى لِعِبادِهِ ما في السَّماواتِ مِنْ نُجومٍ وَكَواكِبَ، وَمَا في الأَرضِ مِنْ بِحَارٍ وَأَنْهَارٍ وَدَوابَّ وَأَشْجَارٍ، وَنَباتَاتٍ، وَريَاحٍ، وَأَمْطَارٍ.. لِتَقُومَ بِهِ مَعَايِشُهُمْ وَمَصَالِحُهُمْ، وَفي كُلِّ ذلكَ آياتٌ تدلُّ أَصْحَابَ العُقولِ السَّليمةِ عَلَى أَنَّ الخَالِقَ الرَّازِقَ، المُسَخِّرَ لِكُلِّ ذَلِكَ هُوَ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ.


{قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (14)}
{آمَنُواْ}
(14)- يَأْمرُ اللهُ تَعَالى المُؤْمِنينَ- وَكَانَ ذَلِكَ في بَدْءِ أَمرِ الإِسْلامِ- بِأَنْ يَصْبِرُوا عَلَى أَذى المُشْرِكِينَ، وَأهْلِ الكِتَابِ، الذِينَ لا يَخَافُونَ عَذَابَ اللهِ وَنِقَمَهُ، لِيَكُونَ ذَلِكَ تَألُّفاً لِقلُوبِهِمْ، فَإِذَا صَفَحُوا عَنْهُمْ فِي الدُّنيا، فَإِنَّ اللهَ يُجَازِيهِمْ بِأَعْمالِهِمُ السَّيِّئَةِ يَوْمَ القِيَامَةِ.
ثُمَّ لمَّا اسْتَمَرَّ هؤلاءِ عَلَى كُفْرِهِمْ وَعِنَادِهِمْ وَإِيذَائِهِمْ لِلْمُسْلِمِينَ، شَرَعَ اللهُ تَعَالى الجِهَادَ لِلْمُؤمِنين، وَدَفْعَ الأَذى عَنْ دِينِهِمْ وَعَنْ أَنفُسِهِمْ.
وَرَوَى ابنُ عَبَّاسٍ أَنَّ سَبَبَ نُزُولِ هذِهِ الآيةِ هُوَ أَنَّ يَهُودِياً اسمُهُ فَنْحَاصُ سَمِعَ قَولَ اللهِ تَعالى {مَّن ذَا الذي يُقْرِضُ الله قَرْضاً حَسَناً}. فًقالَ اليَهُودِيُّ: أَحتَاجَ رَبُّ محمَّدٍ؟ فََلَمَّا سَمِعَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ ذَلِكَ استَلَّ سَيْفَهُ، وَخَرَج في طَلَبِ اليَهُودِيِّ، فَجَاءَ جِبْرِيلُ، عََلَيهِ السَّلامُ، بِهذِه الآيةِ إِلى رَسُولِ اللهِ، فأرسَلَ الرَّسُولُ يَطْلُبُ عُمَرَ، فَلَمَّا جَاءَهُ أَمَرَهُ بِوَضْعِ سَيفِهِ.
لا يَرجُونَ أَيَّامَ اللهِ- لا يَتَوقَّعُونَ وَقَائِعَهُ بِأَعْدَائِهِ.


{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (15)}
{صَالِحاً}
(15)- مَنْ عَمِلَ مِنْ عِبَادِ اللهِ عَمَلاً صَالِحاً يُرضِي اللهَ فَإِنَّهُ يَكُونُ قَدْ عَمِلَ لِنَفْسِهِ، لأَنَّ عَلَيهَا وَحْدَها تَعُودُ عَاقِبةُ عَمَلِه، وَاللهُ تَعَالى غَنيٌّ عَنْ عَمَلِ العِبَادِ. وَمَنْ أَسَاءَ العَمَلَ في الدُّنيا، وَعَصَى رَبَّه، واسترسَلَ في كُفْرِهِ وَطُغْيَانِهِ، فَإِنَّ مَضَرَّةَ ذَلكَ تَعُودُ عليهِ، ثُمَّ يَصيرُ الخَلْقُ جميعاً إِلى اللهِ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَيُحَاسِبُ كُلَّ وَاحِدٍ بِعَمَلِهِ، إِنْ خَيْراً فَخَيراً، وَإِنْ شَرّاً فَشَرّاً.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8